• ١٧ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٩ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ
البلاغ

عامٌ ميلاديٌ جديد.. وأملنا بالله يزيد..

أ. عاطف صالح المشهراوي

عامٌ ميلاديٌ جديد.. وأملنا بالله يزيد..

يهل علينا بعد أيام قليلة عاماً ميلادياً جديداً.. بعد أن ودعنا عاماً ميلادياً كان قاسياً أنهيناه بالعديد من الآلام والأوجاع والأحزان.. نرجو من الله عزّ وجلّ أن يعفو عن زلاتنا ويغفر لنا ذنوبنا وأن يكرمنا برحمته.. إنّه هو الغفور الرحيم .

وها نحن نستقبل عامنا المقبل الجديد بالتضرع إلى الله عزّ وجلّ بأن يجعله عاماً مباركاً وأن يرزقنا فيه رزقاً واسعاً وتوفيقاً وتسديداً وافياً، وندعوه ونرجوه أن يفك الحصار الظالم عنا، وأن يسر قلوبنا بتحرير أسرانا، وأن يجعله الله نصراً لنا بتحرير وطننا ومسرانا، وأن يختم بالصالحات أعمالنا، وأن يصلح جميع نوايانا..

في هذا العام الميلادي الجديد الذي نرجو من الله وندعوه أن يكون عام التوبة والتقرب إلى الله، فهناك سؤال يطرح نفسه علينا، ماذا قدمنا في العام الماضي؟ وماذا سنقدم في العام الحالي من عمل صالح لنجده عند الله خير ثواب وخير أمل؟ فإذا أجاب كلّ منا على هذا السؤال سيرى مكانه بين العباد.. فلنعلم يا أحبتي أنّ ديننا الحنيف يحثنا على اكتساب أوقاتنا من الضياع لأنّنا سوف نُحاسب على أوقاتنا.

لذا وجب علينا أن نسجل في هذا العام كلّ أعمالنا وأفعالنا ومن ثم نستخلص منها العبر والجديد والمفيد ومحاسبة أنفسنا بالاطلاع على قلوبنا وما تنطقه ألسنتنا وجوارحنا، فمن يترك نفسه ترتكب المعاصي ولم يحاسبها فهو آنم حكم على نفسه بالقتل لقوله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) فلا تقتلوا أنفسكم يا عباد الله بارتكابكم المعاصي وفعل الآثام وأكل الأموال بالباطل لأنّ ذلك سيؤدي بكم إلى النار والعياذ بالله .

في العام الميلادي الجديد يجب على كلٍّ منا أن يحاسب نفسه لما قدم في العام الماضي، ومن واجب الأمة الإسلامية كذلك أن تحاسب نفسها، فالأيام تمر يوماً بعد يوم وأمتنا الإسلامية لا تحرك ساكناً فيما يفعله بنا الكفار في كلّ مكان، هكذا للأسف الشديد فإنّ أمتنا الإسلامية لا تصعد بإيمانها إلى العلا ولا تفكر بأن ترتفع إلى سلم المجد، بل تهوى بتشتتها وانقسامها، وهي ترى الأمم تتداعى عليها كالذئاب المفترسة .

في عامنا هذا على أمتنا الإسلامية أن تفيق من غفلتها وترجع إلى الله وتنظر إلى تقصيرها ومن ثم تعزم عزماً أكيداً على أن تُحسن إلى كلّ ما أساءت فيه لمواطنيها، وأن تأخذ بالعزيمة الصادقة على أن يكون هذا العام عاماً يملأه الخير والبركة، وأن تعمل كلّ ما في وسعها جاهدةً لإعادة المسجد الأقصى المبارك، فالمسجد الأقصى مسجداً لكلّ المسلمين، صلى فيه الأنبياء وأسرى به الحبيب محمّد (ص) خاتم الأنبياء والمرسلين.

في هذا العام الجديد على الأمة الإسلامية أن تعلم بأنّ الصراع بيننا وبين اليهود ليس صراع أرض وحدود بل هو صراع عقيدة ووجود، والدليل على ذلك أن أكبر حاخامات اليهود في القدس يصرح بسرعة هدم المسجد الأقصى المبارك لإقامة ما يسمونه بالهيكل المزعوم، ونحن نعلم اليوم عِلم اليقين أنّ الأقصى تقام تحت جدرانه حفريات ضخمة رهيبة لِيُسقِطوا المسجد ويقيموا هيكلهم المزعوم على مرأى ومسمع العالم الإسلامي الهزيل والعالم الغربي العميل.

بقي لنا القول أنّ مع بداية هذا العام الميلادي الجديد ورغم خضم المعاناة التي أحاطت بنا من كلّ جانب، فإنّنا نرى أملنا يشع بضوئه المشرق ليبعث فينا روح التفاؤل لعلنا نجد مخرجاً لما نعانيه، فالمَخرج الوحيد يا أحبابي يتمثل في استعلاء كلمة الله عزّ وجلّ وإيماننا وصدقنا مع الله ومواجهة الأعداء فيما أمرنا به..

أرجو من الله عزّ وجلّ أن يجعله عاماً مباركاً علينا وعليكم خاصّة وعلى الأمة الإسلامية والعربية عامة.. وكلّ عام وأنتم بألف بخير..     

ارسال التعليق

Top